لماذا هذه الهرسلة ضد المدرس؟
النفطي حولة : ناشط سياسي ونقابي : 1 نوفمبر2009
مازالنا نسمع من حين لآخر باعتداء لفظي على أستاذ أو معلم في المعهد أو المدرسة بل وصل الأمر الى التطاول عليهم في أقسامهم وأمام تلامذتهم . فلماذا هذه الهرسلة المتواصلة ضد المربين بصفة عامة والمعلم والأستاذ بصفة خاصة ؟ فلمصلحة من يتم كل ذلك وسط تعتيم اعلامي رهيب من وسائل الاعلام الرسمية ؟ فهل أصبحت التربية والتعليم مهمشة الى هذا الحد ؟ وهل أصبح الشأن التربوي لا يحظى بالعناية التي يستحقها ؟ هل المعرفة والعلم أصبحا في بلادنا مرادفين لشعار أجوف لا تسمع الحديث عنهما الا في المناسبات الرسمية كيوم العلم ويوم افتتاح السنة الدراسية ؟ ألا يستحق قطاع التربية والتعليم مراجعة شاملة تهم البرامج والتكوين والهياكل والقوانين التربوية خاصة في ظل تسيب خطير يعيشه الأستاذ والمعلم والقيم والمرشد التربوي مس كرامة المربي وحرمة المؤسسة التربوية ؟ أليست قضايا التسيب التربوي والعنف في المدارس من القضايا الوطنية الخطيرة الجديرة بالاهتمام في ظل جيل فقد البوصلة وأصبح يفتقد للقيم التربوية والأخلاقية التي تحميه من ممارسة سلوك غير لائق وغير محمود ضد أستاذه ومعلمه و كل المشرفين عليه في الحقل التربوي ؟. أين دور وسائل الاعلام الوطنية في التنبيه على مظاهر التسيب التربوي والاعتداء على المربين ؟ أين الدور الوطني للاعلام في معالجة مثل هذه القضايا الحساسة التي أضرت وتضر بالمؤسسة التربوية والتي ذهب ضحيتها العديد من التلاميذ الذين دخلوا أبواب الانحراف ؟ ألا يكفينا من سماع ثقافة المزود والتهريج والكرة بمناسبة وبدون مناسبة في تلفزتنا الوطنية وتخصيص بعض الحصص الجادة والنوعية لتناول هذه الظاهرة التي بدأت تضر بأجيالنا وتنخر مجتمعنا ؟.
ألا يمكن أن تراجع القوانين التربوية في اتجاه الصرامة والحزم بدل التسامح المفرط والحرية المطلقة اللذين أضرا بالعملية التربوية ؟
ألا يمكن أن نراجع البرامج حتى تكود لأجيالنا دافعا للاعتزاز بالهوية القومية للأمة العربية فنربيها على القيم العربية الأصيلة والأخلاق الدينية الاسلامية السامية فنزرع فيهم من جديد المبادئ الروحية النبيلة والأسس الحضارية الجديرة بالأمة فنحصنهم من موجة التغريب الثقافي والاستيلاب الحضاري ؟
ان الواجب الوطني والقومي يدعونا الى مراجعة شاملة و وقفة حازمة من أجل وضع حد لحالة التدهور الأخلاقي والقيمي الذي أصبحت تعيشه المؤسسة التربوية .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق